المهارة الإيجابية
بقلم بشير بن علي
بالرغم من أني لست من عشاق كرة القدم،إلا اني قد اتابع بعض أحداثها من حين لآخر.ولطالما شدتني الأرقام الكبيرة التي يباع فيها لاعبوا هذه الرياضة لأندية مختلفة حول العالم.وإذا كان زيدان قد تم شراءة بمبلغ 65 مليون دولار فإن اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي قد تم عرض شراءه بملبغ 250 مليون يورو.وأيا كانت الأرقام والمبالغ التي تستلم كراتب سنوي لهؤلاء أو شراء تعاقداتهم لأندية وبطولات مختلفة.فإن السؤال المهم وهو محور هذه الأسطر،لماذا تُـدفع هذه الأرقام وتتسابق هذه الإتحادات الرياضية والدول على هؤلاء وتدفع في سبيل الفوز بهم إلى فرقها الرياضية تلك الأرقام العالية والكبيرة معا؟
وقبل الإجابة دعونا نمر سريعا لزعماء العالم ولنكتشف سويا مقدار دخلهم الشهري في مناصبهم التي تدير العالم فالرئيس الأمريكي هو أعلى الزعماء دخلا حيث يستلم راتب شهري مقداره 48 الف دولار، يليه الفرنسي 30 الف دولار ويتناقص الرقم في المانيا ثم بريطانيا وتليها روسيا وختامها اسرائيل بـ 4 الف دولار.
والعجيب أن الطباخ الشخصي للمغنية الأمريكية الشهيرة مادونا بلغ راتبه الشهري 72 الف دولار. والإجابة هنا تكاد تكون واضحة بأن أكثر الناس دخلا في هذا العالم ليس لمن يشغلون المناصب العليا في الحياة السياسية والإجتماعية،بل لمن يمتلكون مهارات تميزهم عن الآخرين وتدفع بهم إلى الصفوف الأمامية.حتى وإن كانت الوظيفية تتعلق بالطبخ.
وامتلاك المهارات أمر مهم للإنسان لأنه يكسبه الثقة بنفسه وبقدرته على الإنجاز والتقدم.وكلما كانت المهارات اكثر صقلا ،كلما عادت على صاحبها بالنفع.والاستثمار في المهارات وتحصيلها وتنميتها وتدريبها هو الاستثمار في الحياة وفي المستقبل المنظور والبعيد.والحياة الكريمة بحاجة لتلك المهارات التي تجعلنا دائما في حركة مستمرة ومتقدمه بإتجاه الغد.
وقد يخطىء البعض في فهمه للمهارة أو طريقة تحصيله لها.وقد يظن جاهلا بأن هناك أُناس ولدوا بها وحباهم الحظ العظيم بذلك.وهذا غير صحيح.فكلنا ولدنا سواسية ومتساوون في البياض والصفاء.ثم حاول كل منا بجمع ما أمكنه من بيئته وخبراته.لنصل إلى ما نحن عليه اليوم.سلباً وإيجاباً.والمراجعه البسيطة لسير هؤلاء الناجحين أو العلماء البارزين أو نجوم كرة القدم، ستجد أنهم خاضوا بحوراً من الجهد والمشقة في إمتلاك تلك المهارات قبل أن يتوجوا على منصه الشرف والنجومية.والفارق بين من جلس على المنصة ومن يحلم بها، أن اولئك نظروا إلى أنفسهم واكتشوفوا بأنهم مهمين ومميزين ولديهم القدرة على تغيير واقعهم الحالي، إلى مستقبل حلموا به.مما سهل لهم حجم الصعوبات وهون عليهم المشكلات وحولها إلى تحديات يتعاملوا معها في حينها كل على حده.
وكلما كانت المهارات التي نسعى إليها تمتاز بالإيجابية،وفق مسار واضح للنجاح والفوز وترك بصمة وأثر في هذه الحياة،كلما تضاعفت تلك المهارات وزادت وقويت وتماسكت حتى تتحول تدريجيا وبدون أن نشعر إلى قدرات تعزز اعتقادنا بأنفسنا وبقدرتنا على تحقيق أحلامنا ولو كانت مستحيلة.