الإيجابية الشخصية
بقلم بشير بن علي
يبادرك بالقول أنتم معاشر المدربين تعلمونا عن الإيجابية كل يوم،وأن نرى النصف الممتلىء من الكوب، وان لا نركز على النصف الفارغ. وفي بعض تصرفاتكم نراكم تواجهون الناس وقد تتصادمون مع بعضهم. بداية النظرة الإيجابية للاشياء هي أن تنظر للنصف الممتلىء من الكوب لا النصف الفارغ منه.تلكُمو هي النظرة الإيجابية، أما الإيجابية فهي أمر يخالف السلبية في الحياة، وما يواجهنا فيها من مشقه وتعب ونصب، وهذا حالها وحالنا معها أينما ارتحلنا او حللنا. مطلوب منا أن نكون إيجابيين وأن نقف بقوة أمام تحدياتنا وأن لا نستسلم لها أبداً، أو نطأطأ الرأس أمامها. مطلوب منا أن نبتكر من الأساليب والوسائل الكثير حتى نحقق ما نصبو إليه ونتجاوز تلك التحديات.
أما أن نقف مكتوفي الأيدي.أن نقف عاجزين، صاغرين لها فهذه هي السلبية بعينها وأنفها ورأسها كله. الإيجابي شخص طبيعي سوي النفس، يغضب ويفرح ويحزن ويسعد، شأنه شأن بقية الخلق في الإستجابة الطبيعية لمشاعرهم أمام ما يَعتمل أمامهم من مواقف مختلفة تستدعي كل حاله في حينه. لذا فمن غير المقبول أن تتحول الإيجابية إلى دعوه للسلبية أو تهمة توجه للداعي لها. طالما ستخرجه من الوضع المثالي إلى الوضع الواقعي من وجهة نظرهم وهو الإستسلام ورفع اليدين للسماء وإنتظار الحل من هناك بدون بذل السبب المادي الذي أمرنا الله به. الإيجابية هي طاقة دافعة للعمل وللبذل والمغامرة والتحدي، هي شي يتعلق بالقلب ويستقر فيه، هي أمر يرتبط بالكرامة، ولأجلها تُحشد الطاقات وتشتاق إليها النفس وتسخر لها الإمكانات.
الإيجابي إذن إنسان حر، يأبى حياة الخنوع والذل، يأبى الاستسلام للظروف السلبية المحيطه به، يرفض السكون والجمود والسلبية والإمعية، الإيجابية حركة دائمة ومستمرة نحو المستقبل الأفضل وبناء وتعمير الحياة. والايجابية أن تتفائل في الوقت الذي تشائم فيه آخرون، لأنك على ثقة بأن الشمس ستظهر من جديد وتبدد تلك الغيوم. الإيجابي يعلم كيف يصنع السعادة الشخصية وكيف يمنحها لمن حوله، فالأمل والثقة بالله قد ملئت كيانه كله. الإيجابي يعرف كيف ومتى ولماذا يغضب، يعرف كيف يسيطر عليه ويتحكم به، يعرف متى يهدأ ويزيل قناع العصبية والغضب. الإيجابي يعلم أنه في كل لحظة يجب أن يظل موصولا بالله في صلاته ودعائه وذكره، فلا مكان للشعور باليأس أو القنوط، بل الأمل دوماً وحسن الظن بالله.